Religious Customs that are Contrary to What Happened in the Meccan Society and Al-Haram, from the Fatimid Era to the Mamluk Era العادات الدينية المخالفة والحادثة في المجتمع المکي والحرم من العهد الفاطمي إلى العصر المملوکي

Document Type : Original Article

Author

History Dept., Faculty of Shari'a, Omm al-Qura University Mekka, Saudi Arabia

Abstract

لم يقتصر مؤرخو المسلمين على تسجيل الأحداث التاريخية مجردةً عن الواقع الاجتماعي أو العلمي أو الديني المحيط بها، والعادات والتقاليد المنتشرة بين أهل الزمان، بغض النظر عن جواز هذه العادات وموافقتها للإسلام من عدمه، فهذا مناط بحث الفقيه، وبغض النظر عن ثبوت الدليل والإسناد بهذه العادات عن صاحب الشريعة من عدمه، فهذا مناط عمل المُحَدِّث.
ولاشک أن عناية المؤرخين ببيان هذا الجانب قد حفظ لنا صورة البلاد وطريقة معيشتها التي کانت عليها في هذه الأزمنة القديمة، وصار ممکنًا لنا أن نتعرّف على هذه الصورة عن کثب، من خلال المثابرة في جمع شتات ما ذکره المؤرخون أثناء کلامهم، ومنثور أقوالهم في کتبهم هنا وهناک.
وقد آثرتُ أن يکون بحثي هذا حول العادات الدينية المخالفة في المجتمع والحرم المکيَّيْن، بداية من العهد الفاطمي وبدء إعلان الدولة الفاطمية في إفريقيا (297هـ) إلى العهد المملوکي (648هـ)، وهي فترة طويلة في عُمْر الأمة، تتناول العهد الفاطمي کله، وما تلاه من ظهور السلاجقة ثم الأيوبيين، إلى بداية العهد المملوکي (648هـ)، وقد جعلتُه خاصًّا بالعادات الدينية لأمور؛ منها:
1- اختصاصه بالمجتمع المکي والحرم، ومکانتهما الدينية لدى المسلمين.
2- حرص جميع الدول الفاطمية وغيرها على السيطرة على الحرمين، ومن ثَمَّ السيطرة على العالم الإسلامي روحيًا ودينيًا، ثم سياسيًا.
3- وأخيرًا اشتهار العصر الفاطمي خاصة بلبس عباءة الدين من جهة، واشتهاره بإحداث بالبدع والعادات المخالفة للدين من جهة أخرى.
وقد قال ابن تغري بردي في کلامه عن رکوب الخلفاء الفاطميين في أول العام من کل سنة، وما في ذلک من أحداث: «والمعزّ هذا هو الذي استسَنَّ ذلک کله». فلمّا استسنَّ الفاطميون بدعهم؛ عَمِلوا على نشرها في سائر بقاع المسلمين، وعلى رأسها مکة، قلب العالم الإسلامي، الذي يتوجّه إليه المسلمون للحج کل عام، ومن ثَمَّ يعود الحجاج إلى بلادهم يحملون ما رأوه في مکة من أفکار، وما شاهدوه من أفعال، فتنتشر البدع الفاطمية، وتسري في الأمة سريان النار في الهشيم، والله المستعان.
ومما يُذکر مع بداية العهد الفاطمي وقيام دولتهم الفاطمية سنة (297) ما قاله النجم ابن فهد في أحداث هذه السنة المذکورة: «فيها غرقت أرکان البيت الحرام الأربعة، وفاضت بئر زمزم، وذلک لم يُعهد فيما سلف من الزمان». فکأن الأرض کانت تعلم بما هو آتٍ، وکأنّ الحرم کان يعترض عمليًّا على ما يجري في عالمنا الإسلامي.
وقد قسمت هذا البحث إلى تمهيد ومبحثين:
مقدمة: فيها سبب اختيار الموضوع.
تمهيد: في الحالة الاجتماعية والدينية في مکة في الفترة التي تناولها البحث.
المبحث الأول: في العادات الدينية المخالفة في المجتمع المکي عامة، من العهد الفاطمي إلى العهد المملوکي.
المبحث الثاني: في العادات الدينية المخالفة في الحرم المکي، في الفترة نفسها.
وختمته بنتائج وتوصيات.

Keywords