The Status of the Christians in Egypt at the time of Sultan Al-Zahir Baybars Al-Bunduqdari and his Relationship with the Monk Paul Al-Habis أوضاع النصارى في مصر زمن السلطان الظاهر بيبرس البندقداري وعلاقته بالراهب بولص الحبيس

Document Type : Original Article

Author

History Dept., Faculty of Arts, Kuwait University, Kuwait

Abstract

تزخر کتب التراجم بالعديد من الشخصيات التي أثارت جدلًا کبيرًا في فترات التاريخ الإسلامي عامة، والعصر المملوکي خاصة، وغالبًا ما تطفو الإشکاليات ويکتنفها الغموض حينما تتعلق هذه التراجم بإحدى شخصيات اليهود أو النصارى؛ حيث تقع معظم المصادر في إشکالية الموضوعية في التعامل معها، وحسبنا في ذلک دراسة وضعية النصارى في عهد السلطان المملوکي الظاهر بيبرس(659-676ه/1261-1277م) من خلال تناول شخصية الراهب بولص الحبيس أنموذجًا؛ حيث سلکت المصادر المملوکية خطًّا واحدًا يتماشى مع أهواء سلاطين المماليک دونما إنصاف للطرف الآخر، بالرغم من أن ذات المصادر تحمل في طيات نصوصها ما ينصف الآخر.
بطبيعة الحال تُعد الإشارات الواردة عن أوضاع النصارى في عهد السلطان المملوکي الظاهر بيبرس شحيحة جدًا؛ کما أنها مليئة بالغموض والإشکاليات، فضلًا عن أنها کانت مُزرية إلى حد کبير، والباحث حينما يتحدث هنا عن النصارى فإنه لا يعني الصليبيين على الصعيد الرسمي الذين کانت لهم مدن وقلاع حصينة وحکام قائمون عليها في بلاد الشام؛ والتي سعى الظاهر بيبرس إلى إسقاطها الواحدة تلو الأخرى، بل المُعنى بهم في هذا البحث هم عامة النصارى والقسيسين والرهبان، وأوضاعم في ظل حکم بيبرس؛ مع مراعاة تسليط البحث الضوء بصفة خاصة على شخصية محورية لأحد الرهبان النصارى، وهو الراهب بولص الحبيس الذي لعب دوراً حيوياً إبان فترة الاضطرابات بين أهل الذمة والظاهر بيبرس.
باديء ذي بدء تعرض النصارى في عهد بيبرس للتنکيل والتربص من خلال الروايات التي أوردتها المصادر المملوکية، ورغم عدم ثبوت الاتهامات التي طالتهم فإن العقاب فاق حجم ما نصت عليه العهدة العمرية المعروفة سلفاً في المصادر الإسلامية، بل وصل الأمر إلى محاولة إعادة قصة أصحاب الأخدود مرة ثانية بحفر حفرة کبيرة لهم، وحرقهم فيها أحياء، زد على ذلک بعض الحوادث الأخرى التي وقعت بمبارکة الظاهر بيبرس دون أن يتحرک للحد منها من قبيل: ذبح بعض القسيسين، وهدم بعض الکنائس وتحويلها إلى زوايا أو مساجد، إلى غير ذلک من الحوادث التي کان من شأنها تعکير صفو العلاقة المجتمعية بين المسلمين وأهل الذمة.
 وسيقوم الباحث في هذا البحث-قدر الإمکان- بمحاولة تقصي أوضاع النصارى والأسباب التي أدت إلى التنکيل بهم وباليهود على حد سواء في عصر بيبرس، من خلال مقدمة وأربعة مباحث، وخاتمة، وثبت بأهم المصادر والمراجع؛ ويتناول الباحث في المقدمة أهمية الموضوع وحظه من الدراسات السابقة، والمنهج الذي اتبعه، وعَرْضًا لأهم المصادر والمراجع التي رجع إليها لاستجلاء غوامض بحثه، أما المبحث الأول فيتحدث فيه عن حريق الباطلية عام663هـ/1265م الذي يمثل الشرارة التي فتحت باب المضايقات تجاه أهل الذمة عامة، والنصارى خاصة، بينما يتعرض المبحث الثاني إلى العهدة العمرية -التي تنظم طبيعة العلاقة بين المسلمين وأهل الذمة- أقسامها وشروطها، ولماذا لم يقم الظاهر بيبرس بتطبيقها عقب حريق الباطلية؟ وهل کانت هذه العهدة تتضمن عقوبة حرق أهل الذمة أحياء في حال مخالفتهم للعهد مع المسلمين؟ أما المبحث الثالث فيختص بالحديث عن شخصية الراهب بولص الحبيس من حيث نشأته، وبداية ظهوره على مسرح الأحداث في عصر بيبرس، وطبيعة العلاقة بينهما، والأسباب التي أدت إلى نقمة بيبرس عليه، وفي الختام المبحث الرابع الذي يکشف عن نتائج حريق الباطلية على أوضاع النصارى في دولة بيبرس، ثم خاتمة البحث التي أجمل فيها أهم النتائج التي توصل إليها.

Keywords