Pope John X (914-928 AD) البابا يوحنا العاشر 914 – 928م

Document Type : Original Article

Author

History Dept., Faculty of Humanities for Girls, Al-Azhar University, Egypt.

Abstract

سنتناول فى هذا البحث تاريخ البابا يوحنا العاشر الذي عاش فترة من أحلک فترات التاريخ السياسى والدينى فى غرب أوربا، وتعکس هذة الفترة من تاريخ البابوية التدهور والمهانة والإذلال الذي تعرضت له البابوية والکنيسة الغربية بوجه عام بعد أن فقدتا تأثيرهما الروحى ومکانتهما بين المسيحيين، کما تبرز الفساد والرذيلة الذي انتشر فى إيطاليا وسيطر على زمام الأمور مما کان له أثر واضح فى سقوط البابوية إلى هوة سحيقة من الضعف والفساد الدينى والأخلاقى خلال القرن العاشر الميلادى.
أضحت روما مدينة بائسة نتيجة للصراع الدامى الذى ساد هذه الفترة التى شهدت مولد الأحزاب السياسية التى قدر لها أن تکون سوطا مسلطا على إيطاليا، فلقد تزعم النبلاء وطبقة الأرستقراطية الإقطاعية هذه الأحزاب فنهبت البلاد وأساءت للفقراء والحجاج وتنازعت فيما بينها للسيطرة على مقاليد الأمور السياسية والدينية حتى أصبح منصب البابا ألعوبة فى يد بعض العائلات الأرستقراطية التى أحرزت نفوذا کبيرا فى روما وتقلدت المناصب المهمة بها، وقامت بتعيين البابوات وعزلهم وفقا لأهوائها ومصالحها الخاصة حتى اعتلى هذا المنصب صبية وضعاف لا يملکون ما يؤهلهم لشرف هذا المنصب المقدس، فتعاقب عليه سلسلة من البابوات الذين تولوا مناصبهم عن طريق الرشاوى والمؤامرات المشينة التى دبرها نبلاء روما العابثون.
خضعت الإنتخابات البابوية خلال النصف الأول من القرن العاشر الميلادى لسيطرة النبلاء الرومان من أسرة ثيوفلاکت Theophylact الذي کان عضوا فى مجلس الشيوخ وشغل منصب قنصل الرومان والمستشار المالى البابوى وأمير وقائد روما (902 – 920 م) ولعب دورا مهما فى اختيار البابوات وسيطر على الممتلکات البابوية
کما لعبت بعض الشخصيات النسائية من هذه الأسرة دورا بارزا فى تاريخ روما والبابوية بزعامة ثيودورا Theodora زوجة ثيوفلاکت وابنتيها ثيودورا الصغرى وماروزيا Marozia ، اللاتى ترأسن الأحزاب السياسية وامتلکن الثروة والنفوذ والجمال وکن نموذجا للفساد الأخلاقى والفسق والفجور الذى لا نظير له، فلقد مارسن الرذيلة واختلطت لديهن الرغبة الجنسية مع رغبتهن فى السلطة، فرفعن للمنصب البابوى من يشئن ممن ارتبطن معهم بعلاقات مشينة وأنجبن منهم أطفال زنا أو غير شرعيين قلدوهم هذا المنصب المقدس.

Keywords