تعتبر اسرة البلانتجنت من أطول الأسرات الحاکمة في تاريخ إنجلترا في العصور الوسطى, فقد جاوز فترة حکمها ما يزيد عن قرنين من الزمان. وکان من الطبيعي مع طول هذه الفترة أن يحدث في المجتمع الکثير من التغيرات الفکرية والاجتماعية, ولعل هذا ما يدفع المرء للبحث عن أحد المفاهيم الاجتماعية في إنجلترا في تلک الفترة ومحاولة تحليل مفهوم الزواج من الناحية الدينية والسياسية والادبية وصولاً إلى المفهوم الشعبي الذي يمکن تلمسه بوضوح من خلال القصص الشعبي وسجلات الموتى وسجلات العامة.
لقد تأثرت عقلية رجال الدين الإنجليز بالنصوص الواردة في الکتاب المقدس وکتابات الآباء الأوائل والحراک المجتمعى في إنجلترا، وقد انعکس ذلک من خلال تعدد وتضارب الآراء حول مفهوم وطبيعة الزواج. هذا التنوع والتضارب أعاد إنتاج عددًا من الآراء الدينية التى ترسخت وتطورت في عقلية المجتمع الإنجليزي لتؤثر في النهاية على طبيعة وشکل العلاقة الأسرية في البيت الإنجليزي؛ ويظهر ذلک في رؤية اللاهوتى يوحنا من سالزبورى John of Salisbury - في القرن الثانى عشر- للزوجه بأنها " مثل الشخص القذر... وکالضفدع الأصفر تتلون بالملابس بلون الزعفران لإغراء الرجال". ويرى معاصره رئيس أساقفة روين بطرس من بلويس Peter of Blois " أن الزوجات يکسرن الرجال بعقودهن المغذية بالکره ويدمرن زواجهن ويفسدن حياة الکهنة ". ويرى إيلرد من ريفولAelred of Rievaulx (المتوفى 1167م) " أن أجمل ما في الزوجة هو الخبز والطعام الشهى... وعلى الرجال أن يحاولوا الابتعاد عنها ... لأنها لا ترضي الشهوة أبدًا ". وتعزو ايف سالزبوري Eve Salisbury هذا الموقف العدائي تجاه الزوجة إلي أن کُتاب الکنيسة الإنجليزية قد تأثروا بآباء الکنيسة الأوائل أمثال ترتوليان Tertullian وأويجن Origen وجيروم Jerome الذين اتخذوا من أسلوب حياة الزهد وانصهار الرغبة الجنسية داخل التقوى الدينية منهجاً في الحياة. ويتفق کاراس Karras مع تحليل ايف ويضيف أن رجال الدين الإنجليزي کان ينقصهم التجديد وعدم تکرار العظات المذکوره عند کلاً من جيروم وغيره من آباء الکنيسة الآوائل. وإن کان ذلک التحليل يبدو منطقيًا من حيث اتفاق المضمون الذي أشارت إليه إيف سالزبوري في دعوتها للزهد وإنکار الرغبة الجنسية وملذات الحياة عموماً، لکن يبدو أن المقصد الحقيقي لغالبية الکُتاب الأوائل أو کُتاب رجال الدين الإنجليز وقتذاک أُستقي من رسالة القديس بولس للأرامل وغير المتزوجين من الرجال الذين دعاهم في حالة عدم الإستطاعة على الصبر بطاعة أوامر الرب بالتنسک أو الرهبنة " فليتزوجوا، لأن الزواج أصلح من التحرق". وقد استغل بعض رجال الدين الأحداث الواردة في القصة الرومانسية "حلم کونت أنجوLa patience de le Comtess d'Anjou " - المکتوبة عام 1158- حول عشق الملک هنري الثاني لطعام وجمال الملکة إلينور من أکوتين قبل تتويجه، وما صاحب ذلک من أخبار عن العلاقة الشائنة بينهما بالاراضى المقدسة ثم أحداث العصيان الذي ساهمت فيها الملکة عام 1173؛ لاستدعاء تلک الفکرة وتسخيرها لتسفيه الزواج, وظهر ذلک جلياً عند عدد من کتاب التاريخ السياسي من رجال الدين في القرن الثانى عشر أمثال وليم من نيوبورج الذي عرض ضمن أحداث عام 1196م صورة خيانة الزوجة مع شاب من الجيران في مقابل سذاجة الزوج أنکسيوس Anxious الذي تقبل وضع الزنا الذي رآه بعينه لأن دموع زوجته قهرته.
Zaid, A. (2015). The Concept of Marriage in England at the Time of the Plantagenet Family مفهوم الزواج في انجلترا زمن أسرة البلانتجنت. Journal of Medieval and Islamic History, 9(1), 3-20. doi: 10.21608/jmih.2015.150180
MLA
Ahmad Hamdy Abou Daif Zaid. "The Concept of Marriage in England at the Time of the Plantagenet Family مفهوم الزواج في انجلترا زمن أسرة البلانتجنت", Journal of Medieval and Islamic History, 9, 1, 2015, 3-20. doi: 10.21608/jmih.2015.150180
HARVARD
Zaid, A. (2015). 'The Concept of Marriage in England at the Time of the Plantagenet Family مفهوم الزواج في انجلترا زمن أسرة البلانتجنت', Journal of Medieval and Islamic History, 9(1), pp. 3-20. doi: 10.21608/jmih.2015.150180
VANCOUVER
Zaid, A. The Concept of Marriage in England at the Time of the Plantagenet Family مفهوم الزواج في انجلترا زمن أسرة البلانتجنت. Journal of Medieval and Islamic History, 2015; 9(1): 3-20. doi: 10.21608/jmih.2015.150180