Geographical Maps of Medieval Europe: A Historical Study الخرائط الجغرافية في أوربا العصور الوسطى (دراسة تاريخية)

Document Type : Original Article

Author

History Dept., Faculty of Arts, Alexandria University, Egypt.

Abstract

          إن علم الجغرافيا في واقع الأمر هو علم يدرس ويبحث في الأرض وکافة الظواهر الطبيعية والبشرية الموجودة عليها، وکلمة الجغرافيا هى کلمة يونانية تتکون من مقطعين الأول هو Geo ويعنى الأرض والثاني هو Graphica ويعنى الصورة أو الوصف، وعلى هذا الأساس فکلمة الجغرافيا هى وصف الأرض، ودخول کلمة الجغرافيا في اللغة العربية تعتبر حديثة إلى حد ما، فقد استخدم العرب عبارة صورة الأرض أو المسالک والممالک أو تقويم البلدان.
          وقد أتفق علماء الجغرافيا على تقسيم هذا العلم عبر العصور إلى الأقسام التاليه وهى:
1- الجغرافيا الطبيعية، وهى التى تهتم بدراسة طبيعة الأرض من حيث البنية الجيولوجية والظواهر الجوية والنبات والحيوان، ومنها أيضاً الجغرافيا الفلکية وتهتم بشکل الأرض وحجمها وحرکتها وکرويتها وعلاقاتها بالکواکب الأخرى.
2- الجغرافيا البشرية، وتنقسم إلى جغرافية السکان والجغرافيا الإقتصادية والسياسية وتبحث في دول العالم وحدودها السياسية ومشکلاتها وسکانها.
3- علم الخرائط، وهو علم يهتم برسم الخرائط وطرق رسمها، وهو علم بدونه لا نرى علم الجغرافيا، فالخريطة ورسمها بالأقطار والبحار والمحيطات والانهار هى التى تجعلنا نقدر الأبعاد والأزمان غير ذلک، وهى في واقع الأمر تجسيد لعلم الجغرافيا بکافة أشکاله خاصة إذا ما أضيف إلى هذه الخرائط مقياس الرسم والجداول والبيانات المکملة لها.
          وعلم الخرائط بکثير من التفاصيل، هو دراسة وممارسة رسم الخرائط، وهو أمر لا وجود للجغرافيا بدونه، فقد کان الإنسان يعتمد في رحلاتة وانتقالاتة من موقع لآخر على ما يتذکره من معالم الطريق والاتجاهات والمسافات بين تلک المعالم، يضاف إلى ذلک شواطئ الأنهار وسواحل البحار وسفوح الجبال والنجوم وغير ذلک.
          وحتى لا تتداخل هذه الصور مع بعضها البعض لجأ الإنسان إلى رسم خريطة يهتدى بها في غدواته وروحاته، وعلى ذلک أصبح لکل إنسان الجغرافيا الخاصه به، فإذا جمعنا معلومات البشر الذى يعيش في أقليم معاً يصبح لدينا جغرافية المنطقة، وإذا جمعت معلومات الأقاليم مع بعضها البعض، يضاف إلى ذلک ما سجله الرحاله، أصبح لدينا جغرافيا عامة عن العالم الذى تعيش فيه، وعلى ذلک يکون علم الجغرافيا مرتبطاً بقدم الحضارات التى قامت في العالم ثم ما جاء بعد ذلک من حضارات.
          ومع بدايات الحضارات نجد أن بلاد ما بين النهرين قد استخدموا ألواحاً من الطين لرسم خرائطهم عليها، وکان يحرقون هذه الألواح لکى تصبح صلبه تقاوم الظروف المناخية، ثم جاءت خرائط القدماء المصريين التى رسموها على ورق البردى، کما أضاف الصينيون معلومات طيبة إلى علم الخرائط، أما اليونانيون فقد جمعوا کل هذه المعلومات وبدأوا في وضع قواعد لهذا العلم.
          وعندما جاء المسلمون وأنطلقوا في نشر الإسلام نجدهم اهتموا بالخرائط، واعتمدوا على القياسات الفلکية والرياضية بعدما استوعبوا العلوم الجغرافية السابقة فجاءت خرائطهم على أسس صحيحة، واعطوا هذا العلم دفعة جديدة خاصة أن موقع البلاد العربية يقع في حدود شرق البحر المتوسط وجنوبه، فکانوا على صله قوية بقارة آسيا وأفريقيا وأوربا.
          ولما کان هذا البحث ينصب على خرائط الجغرافيا في بلاد أوربا العصور الوسطي، وهى فترة تزيد عن ألف عام، فقد وجد الباحث أن يقدم مدخلاً عن الخرائط الجغرافية قبل ظهور الديانة المسيحية، ثم يلى ذلک علم الجغرافيا مع بداية ظهور الديانة المسيحية، ثم السير قدما حتى نهاية العصور الوسطي وبداية حرکة الکشوف الجغرافية، ولتکن البداية مع خريطة بابليون التى يرجع تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد.

Keywords