Pope Leo I the Great (440-461AD) and his Religious Role and Defense of Rome البابا ليو الأول "الکبير" (440-461م) ودوره الديني ودفاعه عن العاصمة روما

Document Type : Original Article

Author

History Dept., Faculty of Arts, Helwan University, Egypt.

Abstract

ينتمى البابا ليو الأول الکبير Leo the Great إلى الرعيل الأول من باباوات روما العظام ، وحظى بشهرة کبيرة سواء کعالم لاهوت من الطراز الرفيع أو کسياسي مخضرم، بعدما تشکلت شخصيته على نحو جيد في الفترة المبکرة من عمره، ولذلک کان أول أسقف لمدينة روما يتحدث اللاتينية بطلاقة، وأول لاهوتي إيطالي يقف في وجه الادعاءات الباطلة لکل من بطريرک القسطنطينية نسطورNestorius  (428ـ431م ) والراهب يوطيخا Eutyches حول طبيعة السيد المسيح، إضافة إلى جهوده الناجحة لترسيخ سلطانه وآرائه باسم العقيدة الکاثوليکية والنظام الکنسي، ونجاحه أيضا في النواحي العلمانية والسياسية الأخرى، بعدما جمع في شخصيته بين الدبلوماسي الحاذق ورجل الحجج المجردة إلى جانب البساطة الرومانية الشديدة.
ولذلک لن نبالغ إذا قلنا إن فترة بابويته تعتبر نقطة تحول کبيرة في تاريخ البابوية، ويعتبرها البعض من أعظم الفترات في تاريخ الکنيسة؛ لأنها کانت نهاية المرحلة المبکرة من تاريخ البابوية، وهى مرحلة مهمة أخذ خلالها موضوع السلطة الأسقفية شکله النهائي، وأدى إلى إخراج علاقة البابوية بإدارة الإمبراطورية البيزنطية من السر إلى العلن، فبدت الهوة واسعة، وکان على الصرح العقديّ الذى شيده ليو الأول أن يصمد في مواجهة التحديات التي واجهته من قبل الشرق الأرثوذکسي. وبعبارة أخرى لم يخترع البابا ليو السلطة الأسقفية، لکنه اکسبها وبمهارة رجل الدين المحنک المزيد من الحصانة عندما جمع في فکره بين مختلف الحجج من فقهية ولاهوتية وتوراتية، مما مکن کرسي روما من مقاومة العواصف العاتية التي واجهتهفي عصر مرت خلاله الإمبراطورية الرومانية أيضا بأزمة في مختلف شئونها السياسية والفکرية واللاهوتية، فجاء ليو بقدراته الفائقة وأهدافه النبيلة؛ ليشکل إحدى القوى الرئيسة في صنع تاريخ هذه  الفترة.
ومن ثم لا عجب من أن يحظى البابا ليو الأول بهذه الدراسة، لاسيما وأن المکتبة العربية لا يوجد فيها -على حد علم الباحث - بحث مستقل تناول بالدراسة والتحليل شخصية البابا ليو الأول، والدور التاريخي المؤثر الذى لعبه هذا الأسقف في عصره على الصعيدين الديني والسياسي. وقد عکف الباحث على هذه الدراسة ؛ لکي يضع لبنة في بناء المکتبة العربية من ناحية، وليُلقى الضوء على دور البابا ليو الأول الديني وحرصه على الدفاع عن مکانة الکرسي البابوي من ناحية ثانية، وکذلک جهوده السياسية للدفاع عن العاصمة روما في مواجهة أعدائها من الهون والوندال من ناحية ثالثة.

Keywords