The Abyssinians in Mamluk Egypt 648-911 A.H./1250-1517 A.D الأحباش في مصر المملوکية 648-911هـ/1250-1517م

Document Type : Original Article

Author

Faculty of Arts, Taif University, Taif, Saudi Arabia.

Abstract

ارتبطت مصر مع بلاد الحبشة ارتباطا جغرافيا ودينيا وتجاريا وسياسيا منذ القدم کما ربط بينهما النيل الذي ينبع أحد روافده من الحبشة ويخترق أرض مصر ويغذي أراضيها بطميه ويسقيها بمائه.وعلى الصعيد الديني ظلت کنيسة الحبشة تابعة لکنيسة مصر منذ انتشار المسيحية في کليهما وحتى بعد ظهور الإسلام؛ کان بطريرک الإسکنـدرية هو صاحب الحق في تعيين بطريرک الحبشة. وفي المجال التجاري ارتبطت مصر معها بريا وبحريا وبودلت البضائع بينهما، بيد أن الفارق في الثروة بينهما ضم إلى البضائع المصدرة إلى مصر العبيد والجواري، ناهيک عن أن النظم القبلية التي سادت الحبشة والمناطق المجاورة لها جعلت الإغارة وقطع الطريق وتحيف السابلة إحدى وسائل کسب العيش، وأمس ذلک مصدرا رسميا من مصادر العبيد والجواري الذي يتوارد على مصر من الحبشة. وعلى الصعيد السياسي فإبان العصر المملوکي قامت ممالک إسلامية في القرن الإفريقي متاخمة لبلاد الحبشة ناهيک عن الإمارات الإسلامية التي تأسست على هضبة الحبشة ذاتها وقد أسفر الخلاف العقائدي بين الحبشة وجيرانها عن نشوب حروب شبه متصلة بينهما خلد من استعارها تعصب الأسرة السليمانية في الحبشة لدينها وجعله غطاء شرعيا لإعطاء حروبها مع الممالک الإسلامية صفة المشروعية وتغلفها بالقداسة.
          وأفضت الحروب هناک إلى أعداد من الأسرى رجالاً ونساءً؛ فزاد عدد الرقيق بنوعيه الوارد من الحبشة إلى مصر. وقد تنوع التأثير والتأثر في العلاقات المصرية الحبشية إذ أدت إغارة الأحباش على الممالک الإسلامية إلى غضب السلطنة المملوکية التي عبرت عن سخطها بالقبض على بطريرک الإسکندرية لحرمان الکنيسة الحبشية من بطريرکها فترد الحبشة بتهديد منابع النيل شريان الحياة في مصر، وتصب کل هذه التأثيرات على تجارة الرقيق خاصة تتابع وصول الرقيق الأحباش إلى مصر، حيث بلغ قدرا أتاح له التأثير في مصر إبان العصر المملوکي. ظهر هذا التأثير جليا في المجالات الاقتصادية والناحية الإدارية وکذلک على الصعيد الثقافي. وحظيت العلاقات السياسية والتجارية والدينية بين مصر والحبشة بدراسات متعددة، أما دور الأحباش في مصر المملوکية فلم ينل نصيبا من الدراسة، ومن ثم کان هدف هذا البحث.

Keywords