The African North in the Time of the Vandals in the light of the Book of Victor Vitensis الشمال الإفريقي في عهد الوندال في مصنف المؤرخ المعاصر فيکتور فيتنسيس

Document Type : Original Article

Author

History Dept., Faculty of Arts, Benha University, Benha, Egypt.

Abstract

ظلم الونداللأنهم لم ينجبوا مؤرخاً من بنى جنسهم کحال الکثير من العناصر الجرمانية الأخرى – يسطر أحداث تاريخهم دون التحامل عليهم کما فعل الأسقف ﭭيکتور ﭭيتنسـس Victor Vitensis(دوفيتا DE VITA   فى المراجع الأجنبية)، وبوسيديوس Possidius أسقف جالمة (قالمة  Calama)،وفراندوس أسقف قرطاج Ferrandus de Carthage وبروکوبيوس (500–565م) Procopius المؤرخ البيزنطي الذي ولد فى مدينة قيسارية الفلسطينية، وکافة المصادر اللاتينية الأخرى التي أشارت إليهم من قريب أو بعيد. وکان نتيجة ذلک، عدم تمکن الباحثين من إنصافهم بعقد الدراسة المقارنة بين مصادر متنوعة وليس الاعتماد فقط على مصادر ذات وجهات نظر معادية ومضادة. وﭭيکتور ﭭيتنسس– أو دو فيتا– أسقف کاثوليکي يؤرخ للوندال الأريوسيين الذين احتلوا وطنه، وأکرهوا بعض الکاثوليک على اعتتناق المذهب الأريوسي، وفتکوا بالغالبية الساحقة منهم، فأذاقوهم کافة ألوان العذاب. ومن الطبيعى حين يؤرخ لجلاده سيتحامل عليه کثيراً، و سيتغاضى عن ذکر محاسنه. لذا، رغم کون ﭭيکتور معاصراً للأحداث، ولا غنى عنه على الإطلاق للباحث فى تاريخ الوندال حتى عهد هونوريک – أى حتى أواخر عام 484م–، إلا أنه يجب التعامل مع مصنفه بحرص بالغ، لإنتقاء ما هو صحيح من أحداث، واستبعاد ما لا يتفق من العقل والمنطق.
والملاحظ أن مصنف المؤرخ ﭭيکتور ﭭيتنسس Victor Vitensis وعنوانه "تاريخ الاضطهادات التي تحققت بولاية إفريقيا فى عهد ملکى الوندال جيزريک وهو نوريک"Historia  Persecutionis  Africanae  Provinciae Temporibus Geiserici et Hunerici Rengum Vandalorum. لم يحظ بقدر کاف من الأهتمام الذي يستحقه، رغم أهميته البالغة، إذ مرّ عليه مؤرخو الأدب اللاتينى المسيحى مرور الکرام، متجاهلين عن طيب خاطر أن مادته التاريخيه تتسم بالوضوح والحيويه، أن أسلوبه– رغم ما به من أخطاء نحو وصرف – إنفعل بمجريات الأحداث الجارفة، فتأثر بها تأثراً بالغاً، مما مکّنه أن يرسم لنا لوحة دموية  لمجريات أحداث شمال غرب إفريقيا، التي اتسمت آنذاک بالشراسة والدمار نتيجة ظهور الوندال على مسرح الأحداث التاريخية، واکتساحهم کل مظاهر العمران التي صادفتهم فأتوا عليها، فانسألت الدماء أنهاراً، وعم الخراب کل موضع حلوا به.

Keywords