The Ceremonies of the Fatimid and Byzantine Courts المراسم الفاطمية-البيزنطية، دراسة مقارنة

Document Type : Original Article

Author

History dept., Faculty of Arts, Ain Shams University, Egypt.

Abstract

يتناول هذا البحث دراسة نظم ومراسم البلاطين البيزنطي والفاطمى في محاولة لعقد دراسة مقارنة بينهما وتوضيح أوجه التشابه والاختلاف. ولا شک أن عقد دراسة مقارنة بين النظم الحضارية واستخلاص التأثير والتأثر يعد أحد الميادين المهمة في الدراسات التاريخية، التي تقدم للقارىء صورة عن حياة ملوک ذلک الزمان.
وبخصوص الدراسات السابقة بشأن هذا الموضوع، فکان أول من اهتم بدراسة رسوم الفاطميين في مصر المستشرق الروسى إنسترانزف Inastrantsev إذ أعد بحثاً بعنوان "الخروج الاحتفالى للخلفاء الفاطميين". ويعد أول عمل علمى بحق تناول عدداً من مظاهر تنظيم الاحتفالات الفاطمية. وقد نبَّه إنسترانزف في هذه الدراسة إلى أهمية مقارنة الاحتفالات الفاطمية بالاحتفالات البيزنطية وطرح فکرة وجود  تأثير ممکن لبيزنطة عليها.
ولم تقم أية دراسة جادة لنظم الفاطميين ورسومهم في مصر منذ هذا التاريخ إلى أن کتب الدکتور عطية مصطفي مشرفة رسالته "نظم الحکم بمصر في عصر الفاطميين" تناول فيها نظام الخلافة ونظام الوزارة والقضاء والدعوة والحسبة کما کانت تجرى في الدولة الفاطمية. وفي عام 1951 عقد المستشرق والعالم الفرنسى "ماريوس کانار" Marius Canard مقارنة بين مراسم البلاط الفاطمى ومراسم البلاط البيزنطي، اعتماداً على المقريزى والقلقشندى وکتاب "المراسم البيزنطية" لقسطنطين بورفيرجنيتوس، وهى دراسة عميقة ومرکزة ؛ ثم أعقبها في سنة 1952م بدراسة عن "رکوب أول العام عند الفاطميين" کما وصفه ابن الطوير وابن المأمون اعتماداً على نصوص المقريزى والقلقشندى وأبى المحاسن ودراسة إنسترانزف السابق الإشارة إليها.
وفي العام نفسه أتم المرحوم ا.د. عبد المنعم ماجد رسالته "نظم الفاطميين ورسومهم في مصر" التى تقدم بها إلى جامعة السوربون، ثم نشرها بالعربية في جزأين صدرا في القاهرة سنة 1953 و 1955. وفي سنة 1984م، تقدمت الدکتورة باولا ساندرز Poula A. Sanders برسالة إلى جامعة برنستون بالولايات المتحدة الامريکية عن "رسوم الدولة الفاطمية في مصر". وهى الدراسة الوحيدة التى اعتمدت على نصوص المسبحى وابن المأمون وابن الطوير، وتتبعت أوليات هذه الاحتفالات وتطورها، ولکنها لم تعقد مقارنة بين رسوم البلاطين، بل لم تشر إلى ذلک لا من قريب ولا بعيد.
وقد أهملت الدراسات السابقة بعض المصادر الإسلامية التى لا غنى للباحث عن الرجوع إليها، باستثناء دراسة باولا ساندرز التى اعتمدت على مصادر من الدرجة الأولى للعصر الفاطمى، واقتصرت على ذکر رسوم الدولة الفاطمية. ومن هنا تأتى أهمية هذه الدراسة التى تستهدف تقديم صورة واضحة المعالم لنظم البلاطين الفاطمى والبيزنطي، ومدى التأثير والتأثر المتبادل بينهما على وجه الخصوص، لإظهار مدى ازدهار الحضارة الفاطمية آنذاک على مثيلتها البيزنطية. ولا شک أن کتابة تاريخ صحيح للدولة الفاطمية ونظمها ورسومها في مصر لا يمکن أن يتم في غياب مصادر العصر الفاطمى.

Keywords