Greek Fire: Re-Reading in Light of the Byzantine and Islamic Sources النار الإغريقية: قراءة جديدة في ضوء المصادر البيزنطية والإسلامية

Document Type : Original Article

Author

History Dept., Faculty of Arts, Ain Shams University, Cairo, Egypt. Postal code 11566.

Abstract

يشير تاريخ المواد المتفجرة في العالم إلى أن المعلومات التي کانت متاحة للعلماء- على الأقل منذ القرن التاسع عشر الميلادي وحتى بدايات القرن العشرين- حول قوة المواد المتفجرة کانت شحيحة للغاية، مما جعل العلماء يؤمنون بوجود مادة متفجرة فعالة ضاع سرها في الماضي، وأنها کانت تفوق قوة المادة المعروفة لديهم. وهذا أدى بدوره إلى أن يسود انطباع عام بين الکثيرين أن النار الإغريقية کانت ابتکاراً خارقاً للطبيعة غير عادي، ظل لقرون عدة السر العسکري الأعظم للإمبراطورية البيزنطية؛ والذي اعتقدوا أيضا أنه مات بزوال هذه الإمبراطورية من الوجود. ومنذ أن ظهر إلى النور کتاب الأستاذ بارتنجتونPartington  عن النار الإغريقية وأسلحة البارود،أصبحت هناک مجموعة من النصوص والآراء التاريخية، يضمها کتاب واحد حول الأسلحة النارية، لاسيما التي تعمل بالبارود. الأمر الذي دفع بعض المؤرخين الحديثين مثل إلياس دافيدسون E. Davidson، وجون هالدون J. Haldon،وغيرهما إلى کتابة دراسات جادة تعالج إشکاليات تاريخية حول النار الإغريقية بصفة خاصة،دون التعرض إلى المرکبات الکيميائية التي ابتکرها المسلمون في العصور الوسطى، کنظير فتاک للنار الإغريقية البيزنطية؛ ولعل عجز هؤلاء المؤرخين عن قراءة النصوص العربية، جعلهم ينظرون إلى هذين المرکبين الکيماويين من زاوية النصوص البيزنطية، فجاءت دراساتهم تطرح نظريات تاريخية وافتراضات، کما سنعرضها في إيجاز بعد ذلک، ولم تَحِل بعض الإشکاليات التاريخية بل زادتها غموضا على عثرتها في بعض الأحيان.
بيد أنه مع نشر وتحقيق الکثير من المخطوطات العربية في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، ظهرت نصوص مهمة تلقى مزيداً من الضوء على موضوع البحث، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تثبت هذه النصوص العربية أن المسلمين طوروا، ما أطلق عليه المؤرخون الصليبيون اسم النار الإغريقية،وابتکروا مرکبات کيماوية فتاکة، أدت إلى ظهور ما يعرف باسم الکيمياء العسکرية، لاسيما في العصرين الأيوبي والمملوکي، وکان عمادهم في ذلک التطور توافر النفط، وهو المادة الرئيسية في ترکيب تلک المرکبات.

Keywords