Iranian Gunpowder Containers Preserved in the Gayer Anderson Museum at the House of Creteilia in Cairo: An Artistic-Archaeological Study حافظات البارود الإيرانية المحفوظة في متحف جاير أندرسون ببيت الکريتلية بالقاهرة: دراسة آثارية فنية

لا شک أن البارودمن أکثر المخترعات أثراً في قلب دنيانا رأساً على عقب، فهو لم يغير نظم الحرب القديمة تغييراً جذرياً فحسب، بل غيّر أيضاً وجه العالم؛ إذ أنه الاختراع الأساسي الذي سبّب تسارع عملية التقدم الحضاري أکثر من أي اختراع آخر، بعد أن تم استخدامه في مجالات صناعية وإنشائية کثيرة، مما جعله يقع ضمن فئة الاکتشافات أو المخترعات التى غيرت مجرى الحياة الإنسانية.
وکان للمسلمين دور کبير في استخدام البارود في القذائف والأسلحة النارية إذ أنهم تحت ضغط الحاجة الحربية طوروا کل الأسلحة التى يمکنها قذف النفط والکرات النارية، فوصلوا إلى آلات معقدة تشبه المدافع إن لم تکن تتفوق عليها، وبمرور الوقت أدت الحاجة لوجود أسلحة خفيفة تحمل باليد بين الذراع والجسم إلى اختراع البندقية المسنودة إلى الکتف التى استخدمها الجنود في القتال، کما استُخدمت في الصيد وفي المنافسة خلال مباريات الرماية على حد سواء.
  ويعد القرن8 هـ/14م صاحب الظهور الأول للبنادقالبدائية، وشهدت أوروبا منذ بداية القرن 9هـ/15م وحتى منتصف القرن 13هـ/19م تطور هذه البنادق عبر ابتکار أنظمة جديدة ذات آليات مختلفة للإشعال، وظهر في کل نظام منها عدة أنواع نُسبت إما إلى صانعها أو إلى تطور حدث في شکلها العام مثل ازدواج الزند المعدني، أو مضاعفة عدد المواسير أو عدد أجهزة الإشعال في البندقية الواحدة، وطوال هذه الفترة التاريخية اعتمدت کل الأنواع في أجهزة الإشعال والإطلاق على البارود، ومن ثم أصبح وجود ما يُحتفظ بداخله بهذا البارود أمرًا لابد منه، مع مراعاة وجود أداة بسيطة للحفظ والحمل أثناء التنقل وعند الاستخدام، والصناعة من مواد تتواءم مع طبيعة البارود کمادة سريعة الاشتعال.
وقد وصلنا من حافظات البارود الإسلامية عدد کبير صنع من مواد مختلفة کالمعادن والأخشاب والعاج والجلود وقرون الحيوانات...الخ، واستخدمت في تشکيله وزخرفته أساليب متعددة طبقا للمادة الخام، وتحتفظ بعض المتاحف بأمثلة منهاوالبعض الآخر محفوظ في مجموعات خاصةوهناک مجموعة ليست بالقليلة معروضة للبيع في بعض صالات المزادات العالمية.
وعلى الرغم من أهمية هذا الموضوع الآثارية والفنية فإنه لم يحظ بدراسة مستقلة حتى الآن، ولما کانت مجموعة جاير أندرسون المحفوظة ببيت الکريتلية بالقاهرةتشتمل على عدد کاف لإعداد دراسة علمية لذا وقع اختيار الباحثين علي هذه المجموعة لتناولها بالوصف والتحليل