داليا خيري بركات، العثمانيون في الكتابات البيزنطية، دراسة عن صورة الآخر، القاهرة: فرست بوك، 2024......................... عرض د. حاتم عبد الرحمن الطحاوى

Document Type : Original Article

Author

Department of History, Faculty of Arts. Zagazig University, Egypt.

Abstract

لعب الأتراك العثمانيون دورًا تاريخيًا فريدًا فى التاريخ العالمى منذ تواجدوا فى منطقة آسيا الصغرى فى القرن الثالث عشر الميلادى وحتى إلغاء الخلافة العثمانية فى نهاية الربع الأول من القرن العشرين.
لقد تحولت قبيلة عثمان من مساعدة الأتراك السلاجقة على بسط نفوذهم السياسى بالأناضول الى كيان كبير أخذ على عاتقه استكمال مهمة الجهاد ضد الامبراطورية البيزنطية. وهى مهمة شاقة لم تكلل بالنجاح النهائى الا فى منتصف القرن الخامس عشر الميلادى بعد نجاح السلطان محمد الثانى ( الفاتح) فى فتح مدينة القسطنطينية وتحقيق حلم المسلمين المؤجل منذ الفتوحات الاسلامية الباكرة فى القرنين السابع والثامن الميلاديين.
وعلى الرغم من التنوع الكبير فيما يتعلق بالأبحاث التى تناولت تاريخ الدولة العثمانية ودورها فى التاريخ العالمى الذى استمر لقرون طويلة، فإن دراسة فترة العثمانيين الأوائل تمثل متعة علمية خاصة بفضل النتائج التى ترتبت عليها، وأهمها صعود قوة إسلامية جديدة وانهيار قوة مسيحية قديمة فى العالم القديم. وهو ما تم اعتباره نقطة تحول كبرى تعد نهاية لفترة تاريخية وسيطة تميزت بالخصوبة والثراء التاريخى.
وترجع الأهمية الكبرى لدراسة تاريخ الدولة العثمانية الباكرة فى أنها غيرت من المعادلات السياسية التى كانت موجودة فى أوربا وحوض البحر المتوسط الذى كان قد شهد تنامى ثلاث قوى كبرى مثلت الغرب الأوربى، والشرق البيزنطى، فضلا عن العالم الاسلامى.
وإذ تمكن العثمانيون من إزالة الامبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية من مسرح الأحداث التاريخى، فقد اقتصر الأمر على  قوتين فقط هما المسلمون من جهة والغرب الأوربى الكاثوليكى من جهة أخرى، الأمر الذى عد نقطة تحول كبرى فى التاريخ العالمى آذنت ببداية حقبة تاريخية جديدة للقارة الأوربية.
وقبل الحديث عن صورة العثمانيين فى الكتابات البيزنطية يجب التذكير بالفارق الثقافى الضخم بين العالمين آنذاك، العثمانى الوليد، والبيزنطى العريق. فقد تميزت بيزنطة بوجود مدرسة تاريخية قديمة ومستقرة تشكلت عبر قرون بعيدة، على عكس العثمانيين الذين لم يكونوا قد دلفوا بقوة الى عالم الكتابة التاريخية بمعناها الواسع. فقد كانت الدولة فى مراحل توسعها الأول مهتمة بالحرب والسياسة فلم تخلف سوى القليل من الكتابات التى ربما لا تشفى غليل الباحث فى التاريخ العثمانى الباكر.

Keywords