علياء المغني، شرق المتوسط، تاريخ من الصراع (1291-1517م)، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2024.........................................عرض د. طارق منصور ʽAliaaʼ al-Mughnī, The Eastern Mediterranean, a History of Conflict (1291-1517AD), Cairo: Al-Dar al-Massriyyah al-Libnaniyyah, 2014

Document Type : Original Article

Author

Dept. of History, Faculty of Arts, Ain Shams University

Abstract

يعتبر البحر المتوسط مركز العالم القديم، بل والعالم المعاصر أيضًا. ولا نبالغ إذا قلنا أنه كان وما زال مركز الصراعات العالمية، أو الصراع بين الشرق والغرب؛ كما كان في يوم من الأيام مركزا للحضارات القديمة، التي تحيط بسواحله الشرقية، والجنوبية، والشمالية، والغربية، رغم التباين فيما بينها؛ حتى صار الرومان يطلقون عليه كلمة "بحرنا".
وقد ظل الفرس قديما يبذلون أقصى طاقاتهم للوصول إلى البحر المتوسط، ليجعلوا من أنفسهم القوة الشرقية المهيمنة عليه، وهو ما حدث بالفعل زمن الساسانيين، الذين أزاحهم الإمبراطور هرقل (610-641م) في نهاية المطاف إلى الخلف، بعيدًا عن البحر المتوسط، وهو الصراع الذي وثقه القرآن الكريم في الآيات الأولى من سورة الروم.
ومع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، وتمكن الدعوة الإسلامية من إعادة تشكيل العرب، ليصبحوا أمة فاعلة، قادرة على مواجهة الاخر بجيوش نظامية، تضارع جيوش الروم؛ مما أعجز قيصر الروم أو الإمبراطور البيزنطي عن صدهم ودفعهم للصحراء ثانية، مثلما فعل مع الفرس. وكانت كلمة السر "الإسلام"، الذي تمكن من نبذ الفرقة بين القبائل العربية، وتوحيد كلمتهم تحت راية التوحيد، وزعامة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وخلفائه الراشدين، وإصرارهم على نشر راية التوحيد بين الأمم التي قد لا تعرف "التوحيد" أو التي انحرفت عقائدها عن المسار الصحيح.
ويحسب لأبي بكر الصديق (632-634م) أنه كان صاحب المبادرة الأولى للخروج بالإسلام خارج الجزيرة العربية، بعد أن مهد له النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)  برسائل سلمية للملوك والأمراء المجاورين للجزيرة العربية، يدعوهم فيها لاعتناق الإسلام.
 واستمرت مسيرة الفتوحات الإسلامية زمن الدولة الأموية، لاسيما في عهد معاوية بن أبي سفيان (661-680م)، الذي بدأ يغزو في البر والبحر، ويقاتل الروم هنا وهناك، لتمتد رقعة الدولة الإسلامية في خلال بضعة عقود إلى غرب البحر المتوسط، بل وبدأ الأمويون في قتال الفرنجة غربًا، بعد أن نجحوا في التغلب على الإسبان والقوط الغربيين، وأصبحت لهم دولة فتية ذات نظم وحضارة في الأندلس، جعلت الغرب يضرب بها المثل في العلوم والفنون والآداب.

Keywords